العمر ولاشك عبارة عن مجموعة ساعات ، منها ساعات تمر بنا من غير أن نشعر بها ، تجري مراكبها تسابق الرياح ، تحمل أشياء نحبها وأخرى ننكرها... ومنها ساعات نترقب قدومها بشوق ثائر يعترينا ، وخطى نسرع تجاهلها .. ننتظر أوان حلولها ضيفا عزيزا يزين بنسماته مجالسنا ، فتشرق شمس أمل جديد ، يرسم فرحة ويطبع بسمة على ثغر حزين.. ومنها ساعات نهرب منها ، نخشى مواجهتها ، ونرجو أن تنقضي بسرعة ، لأنها تزرع فينا مشاعر الخوف والقلق ، فلا نملك أن نواجهها أو نتحداها إلا في حالة ينتصر فيها سلطان ايماننا ، ويقوى وازع رضانا بتصريف أقدارنا خيرها وشرها ...